ذكر علماء الفلك أن كوكب المريخ كان قد تباطئت سرعته فى الاتجاه الشرقى حتى وصل إلى مرحلة التذبذب ما بين الشرق والغرب ... وفى يوم الأربعاء 30 يوليو توقفت حركة المريخ عن السير فى الإتجاه الشرقى وبعد ذلك فى شهرى أغسطس وسبتمبر تحول المريخ بالإنطلاق بشكل عكسى نحو الغرب ... وذلك إلى نهاية شهر سبتمبر . وذلك يعنى أن الشمس طلعت من مغربها على المريخ وهذه الظاهرة العجيبة تسمى RETROGRADE MOTION أو الحركة العكسية ويقول العلماء : إن كل الكواكب سوف تحدث لها هذه الظاهرة مرة على الأقل !!!! ومن بينها كوكبنا !! أى أن الأرض سوف تحدث لها هذه الحركة العكسية يوما ما وسوف تطلع الشمس من مغربها على الأرض !!؟؟
هذا هو الخبر وإليك التعليق :
أولاً : الحق مقبول من كل من جاء به
لا بد من التثبت والحيطة فى نقل الأخبار وضابطنا فى القبول والرفض هو كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم , فما وافق الحق قُبل وما خالف الحق مردود على صاحبه كائناً من كان والحق أبلج وعليه نور والباطل لجلج وهو ظلمات بعضها فوق بعض ثم الإكتشافات والبحاث والنظريات وسائر صور التقدم العصرى إن استخدمت فى الخير والصلاح ولم تتصادم مع الكتاب والسنة فهى مقبولة ولا حرج فى العمل بمقتضاها وكذلك الأمر بالنسبة لأخبار أهل الكتاب نثبتها إذا وافقت الشريعة المطهرة ونردها إذا خالفت الحق وإذا لم نعلم موافقتها أو مخالفتها ذكرناها على جهة الاستئناس والاستشهاد , وشريعة ربنا لا تحتاج إلى تعضيد ولا تدعيم من هنا أو هناك إذ هى شريعة رب العالمين العليم الخبير خالق الخلق ومالك الملك لا يعزب عنه مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء وأحاط بكل شىء علماً , علم ما كان وما يكون ومالم يكن كيف يكون وابتعث نبيه صلى الله عليه وسلم حجة على العالمين ومحجة للسالكين وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى , ونحن فى مقام الدعوة وتذكير البشرية بالعودة لدين ربها ما نحتاج إلى أن نسلك مسالك القصاص الذين أخرجهم على رضى الله عنه من المساجد فقد كانوا ينتحلون القضض الخيالى المكذوب فى الوعد والوعيد وفى الحق كفاية ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) والتطابق واقع بين صفحات الكتاب المتلو المقروء وبين صفحات الكون من حولنا وما علينا إلا أن نتعرف على السنن الكونية والسنن الشرعية حتى نكون على بصيرة من أمرنا وأمر الناس وحتى نقوم بإبلاغ الحق للخلق أتم قيام
ثانياً : الشمس مأمورة والكون من حولنا مأمور
الكون يسير وفق نظام محكم ( لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون ) لما كان يوم الحديبية بركت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا خلأت القصواء , فقال النبى صلى الله عليه وسلم : ما خلأت القصواء وما هو لها بخلق إنما حبسها حابس الفيل عن مكة , فالقصواء مأمورة والفيل مأمور والسحاب مأمور وقد حبست الشمس على يوشع بن نون حتى دخل الأرض المقدسة وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين والشمس تطلع كل يوم من المشرق وتغيب فى المغرب فإذا كان آخر الزمان أمرها سبحانه أن تطلع من المغرب فعن أبى ذر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال يوماً: أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم , قال : إن هذه تجرى حتى تنتهى إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها : ارتفعى ارجعى من حيث جئت , فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجرى لا يستنكر الناس منها شيئاً حتى تنتهى إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها : ارتفعى أصبحى طالعة من مغربك فتصبح من مغربها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون متى ذاكم ؟ ذاك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيراً " رواه البخارى ومسلم وهذا من جملة الغيب الذى أخبر عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم وما آمن أحد إيماناً أفضل من إيمان بغيب كما قال بن مسعود رضى الله عنه وما أحوجنا إلى أن نصبغ العلوم العصؤية صبغة إيمانية تهدى الحيارى فى عصر الطغيان المادى وفى مواجهة لوثة الإلحاد
ثالثاً : الشمس ستطلع من مغربها ـ بإذن الله تعالى ـ ولا بد
من علامات الساعة أن تطلع الشمس من المغرب وتغيب فى المغرب وذلك قرب نهاية الزمان , فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بادور بالأعمال ستا : طلوع الشمس من مغربها " رواه البخارى ومسلم وعنه أيضاً رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعةحتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة , دعوتهما واحدة وحت يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج ـ القتل ـ وحتى يكثر فيكم المال فيقيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذى يعرضه عليه : لا أرب لى به وحتى يتطاول الناس فى البنيان وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول : يا ليتنى مكانه , وحتى تطلع الشمس من مغربها , فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعين , فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت فى إيمانها خيراً " رواه البخارى ومسلم وفى الحديث " إن أول الآيات خروجاً طلوع الشمس من مغربها " رواه أحمد ومسلم أى أول العلامات العشر الكبرى المؤذنة بتغير العالم العلوى
رابعاً : البدار إلى التوبة قبل حلول النقمة
تقبل توبة العبد ما لم يغرغر أى قبل أن تترد الروح فى الحلقوم ولذلك لما قال فرعون حال الغرق : آمنت أنه لا إله إلا الذى آمنت به بنواسرائيل وأنا من المسلمين قيل له ألآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية , فلم تقبل توبة فرعون وهذا بالنسبة لعمر الإنسان , أما بالنسبة لعمر الزمن فتقبل توبة العبد ما لم تطلع الشمس من مغربها , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتة تطلع الشمس من مغربها " رواه مسلم , وروى ابن جرير بسند جيد عن ابن مسعود رضى الله عنه قال : التوبة مبسوطة ما لم تطلع الشمس من مغربها " وروى الطبرى عن عائشة رضى الله عنها قالت : إذا اخرج أول الآيات طرحت الأقلام وحبست الحفظة وشهدت الأجسام على الأعمال " رواه ابن جرير بسند جيد
فالبدار إلى التوبة قبل حلول النقمة عساها ترد ما قد يُرد فإن البر لا يبلى والذنب لا يُنسى والديان لا ينام , اعمل ما شئت كما تدين تدان
فيا عباد الله ......
فيا عباد الله استعدوا للقاء الله فى كل آن وحين فلن ينجو من فتنة الدجال وفتنة المحيا والممات وغيرها إلا من وفقه الله واعتصم بالوحى الصادق وتعلم العلم النافع وتابعه بعمل صالح واغتنم فرصة اللحظات وتاب إلى الله توبة نصوحة قبل أن يغرغر وقبل أن تطلع الشمس من مغربها وأقبل على ربه بكل ما يحبه سبحانه ويرضاه من الأقوال والأفعال فإن ظهور كثير من أشراط الساعة دليل على خراب هذا العالم وأنه قريب نهايته وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين